الشركة الوطنية للتشغيلِ والتدريبِ ودورها في التنمية الشاملة

بقلمِ المُستشار الإعلامي/ جميل سامي القاضي

كانَ قرار وزير العمل وزير الدولة للإستثمار "معن قطامين"،  بتسليمِ ملف برنامج توكيد إلى الشركةِ الوطنيةِ للتشغيلِ والتدريبِ، قرارًا حكيماً ورائداً؛ وذلك لدورِ الشركة التنموي والكبير في قطاعِ التدريب والتشغيل، ويأتي استمراراً لدورِها  في المساهمةِ ببناءِ هذا الوطن الأنموذج، ونجاحها في كافةِ المهّام والواجبات التي تُوكل إليها منذ تلقيها شرف المسؤولية التي منحها اياها جلالة القائد الأعلى للقواتِ المسلحة الأردنية جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم، وذلك حين أوعز جلالته عام (2007) بتنفيذِ مشروع لاستخدام مدنيين في القوات المسلحة الأردنية للعملِ في قطاعِ الإنشاءات والمهن المساندة بالتنسيقِ مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص، من أجل تسليح الشباب بالمهاراتِ والقدرات اللازمة للعملِ والعطاء وزيادة الإنتاج، وذلك إيمانًا من جلالتهِ بأهميةِ مشاركة الشباب الأردني في عمليةِ التنميّة الاقتصادية والإجتماعية، والسياسية، وإعداد جيل من الشبابِ المؤهل. 

 واستجابة للتوجيهاتِ الملكية الساميّة، تم إنشاء الشركة الوطنية للتشغيلِ والتدريب كشركةٍ مساهمة خاصة غير ربحية حيث تم تسجيلها رسميًا في وزارةِ الصناعة والتجارة بتاريخ (25/7/2007)، وباشرت عملها في السابع من آب عام (2007)  فتصدى لهذه المهمة "أم المؤسسات"، القوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي الذي يعد عنواناُ وطنياً وقومياً بإمتياز، و يعرف الجميع  بما يقوم  به هذا الجيش العزيز المنيع ، من واجبات وطنية وقومية  وبدورٍ متميّز وحقيقي فاعل ليس في مجال الدفاع عن حياض الوطن فقط، بل يتعدى ذلك الدور الوطني والقومي للمساهمة  في البناءِ، والتنمية الشاملة، وتستند  دومًا  إلى عزم  وإرادة  جلالةِ القائد الأعلى، ويجمع الوطن على أن فرسان الجيش العربي هم الافصح، والأصبح، والاصلح في تنفيذ الرغبة الملكية السامية لتأهيلِ وتدريب الشباب الأردني؛ فوفرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية  كل أسباب النجاح  لها بتوفيرِ المشاغل والقاعات التدريبية والأجهزة والمعدات، والقوى البشرية من المدربين المؤهلين والإداريين  والاستعانة بخبراتٍ عالية محلية وعالمية ، وإيجاد مناهج تدريبية متطورة ومواكبة التطورات التكنولوجية في مختلف المجالات الى جانب تميزها من خلال   إدارة ناجحة وحصيفة وذكية وتعاون جميع منتسبيها للوصول إلى المناطق والتجمعات السكانية في القرى والتجمعات السكانية النائية والبعيدة في كافة انحاء  المملكة ، والعمل للتوجهِ للمناطق  ذات المعدلات العالية بنسب الفقر والبطالة، وتقدم خدماتها من خلال من  خلال معاهدها (17) الموزعة على جميعِ محافظات المملكة   


 كما تقوم إدارة الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب على إيجاد فرص عمل مناسبة للخريجين خاصة من المناطق الأقل حظاً وبالتنسيق مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص وقد بلغت نسبة التشغيل نحو (74%) وتعد هذه النسبة مرتفعة إلى حد كبير، وتعمل جاهدة نحو تشغيل متدربيها فور انتهاء التدريب، إلى جانب تطوير برامجها وتنوعها وتعددها لرفد سوق العمل بالعمالة المدربة والمؤهلة وفقاً لأعلى معايير الجودة.  كما تشارك في حملات التشغيل التي تنفذها  وزارة العمل ، بهدف إتاحة الفرصة للكثير من خريجيها  ومتدربيها للحصول على فرص عمل مناسبة، إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الأعمال الريادية والمشاريع الخاصة بهم. ويأتي قرار وزير العمل الاخير بتسليم الشركة ملف برنامج توكيد وذلك لتقوم الشركة بتقديم خدمات مراقبة اجراءات العمل والتدابير الوقائية وتعين مراقبي الصحة ، إلى جانب توفير البرامج والتطبيقات الالكترونية لتمكين المراقبين من اداء مهامهم وضبط أي تجاوزات بإجراءات العمل وتدابير الوقاية الصحية وفقاً للبروتوكولات  المعتمدة.                           


 ونستطيع القول أنه قياساً لإنجازات الشركة الوطنية للتشغيلِ والتدريب، في كافة المهام الوطنية التي قامت بها ودورها المحوري في قطاع التدريب والتشغيل إلى أننا على ثقة بنجاحها في هذه المهمة الجديدة التي تهدف اكمال دور وزارة العمل في البناء والتنمية الشاملة ، ومن هنا فاننا نشكر القائمين عليها والعاملين فيها وستبقى قواتنا المسلحة الاردنية رمزا وفخرا لكل اردني بظلِ قيادتنا الهاشمية وراية جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم.